التعبير عن الغضب: 10 استراتيجيات صحية للتعبير عن الغضب في العلاقة العاطفية

image source: Pexels.com

على الرغم من أن الغضب ليس بالأمر الممتع و المرغوب في أي علاقة كيف ما كانت. إلا أن الشعور الغضب يعتبر أمرا طبيعيا و صحيا في العلاقات. قضاء الكثير من وقتك مع شخص معين، ينتج عنه و بشكل طبيعي بعض الصراعات بينكما. بغض النظر عن كمية الحب التي بينكما أو السعادة التي تجمعكما. عند حدوث خلافات بينكما فإنه من الطبيعي أن يغضبكما الأمر، لهذا عليك أن تعرف كيف تتحكم و تعبر عن غضبك. توجد العديد من الطرق لكي تعبر عن غضبك. إذا تعرفت عليها، سوف تتمكن من التعبير عن الغضب الذي تشعر به بدون خوف من تفاقم الخلافات التي بينك و بين شريكك.

تابع قراءة موضوعنا هذا، لكي تتعرف على بعض النصائح حول التعبير عن الغضب. لكي تتجنب تفاقم المشاكل في علاقتك و الحفاظ على علاقتك متوازنة و قوية و تستمر في بناء علاقة ناجحة مع شريكك.

1. التعبير عن الغضب بشكل صحي يعني أن تمنح بعض الوقت لنفسك لكي تهدأ.

أسهل أمر يمكنك أن تقوم به، هو أن تنتقد شريكك و أنت غاضب، و تحت تأثير الجو الذي خلقه الخلاف بينكما.

عند حدوث مشكل و شعرت بالغضب، خذ وقتا لكي تهدأ و تتنفس فيه. قم بجولة خارج المنزل أو شاهد برنامجك الكوميدي المفضل.

لا تسمح للغضب أن يسيطر على عقلك، بل عليك أن تسيطر عليه أنت لكي تتفادى تفاقم المشاكل بينكما.

  • عندما تسيطر على غضبك، سوف تتمكن من معالجة الخلاف بعقلية هادئة. و بهذه الطريقة سوف تتعرف على ما يغضبك حقا، و يمكنك أن تحدد مع شريكك الطرق الأكثر ملائمة لكما لمعالجة الخلاف الذي نشأ بينكما.

2. وضح مشاعرك قبل التعبير عنها.

قبل أن تفكر في التعبير عن الغضب الذي تشعر به. افهم السبب الذي أغضبك و عالجه لوحدك قبل أن تواجه شريكك به.

إذا شعرت بالغضب بسبب شيئ قام به شريكك، حاول أن تفكر في الأسباب التي دفعته لفعله، و حاول فهم أسبابه. بهذه الطريقة سوف تحدد ما يغضبك حقا، ولن تختلط عليك الأمور.

  • معالجة أفكارك و مشاعرك أولا، سوف تساعدك على أن تخوض محادثتك مع شريكك بذهن صاف.
  • أحيانا، يمكن أن تؤثر عوامل خارجية مثل، الجوع أو التعب أو الألم على مدى شعورك بالغضب.

3. التعبير عن الغضب بشكل صحي يعني أن تخبر شريكك بما يدور في عقلك بالضبط.

بطريقة محترمة و مباشرة عبر عن مشاعرك الغاضبة. هذا الأمر سيعطي لشريكك فرصة لكي يعرف مشاعرك و يفهم وجهة نظرك. بطرق محددة و دقيقة أخبر شريكك بما تريد أن تخبره.

و تجنب قد الإمكان العدوانية و السلبية في التعامل معه، و لا تنتظره حتى يلاحظ أنك غير راضي أو مستاء منه.

  • بجمل بسيطة يمكنك أن تبدأ المحادثة معه. مثل، “كنت أريد أن أخبرك بأنك أذيتني بما قلته لي في المرة السابقة و أنا غاضب من هذا”. و تابع حديثك بذكر التفاصيل. مثل، الشعور الذي خلفته كلماته و كم كان مؤلما تصرفه.
  • عليك أن تعالج المشاكل عند ظهورها و لا تنتظر حتى تتراكم المشاكل و مشاعرك حولها.

4. استخدم عبارة “أنا” لمواجهة شريكك.

استخدامك لعبارة “أنا” سوف يساعدك على التعبير عن الغضب الذي تشعر به دون إلقاء اللوم بشكل مفرط عن اللازم على شريكك.

نعم شريكك أخطأ في حقك، لهذا سوف يفهم بشكل أفضل إن استخدمت عبارة “أنا” و حددت كيف أثرت تصرفاته عليك.

يمكنك أن تقول شيئا. مثل، “أنت تعرف طبعي “فأنا” شخص حساس، و عندما تكلمت معي بتلك الطريقة شعرت بالأذى حقا”.

  • يمكن أن ترى في الصراخ و التنقيص من شريكك طريقة لكي تخفف من غضبك.
  • فحاول أن تبقى هادئا و تصرف بوضوح و عقلانية، بهذه الطريقة ستقلل من نسبة تفاقم المشكلة مع شريكك.

5. التعبير عن الغضب بشكل صحي يعني أن تستخدم نبرة صوت هادئة و رحيمة.

استخدام السخرية من شريكك و الصراخ في وجهه كتعبير عن غضبك قد يؤدي مشاعره حقا.

حتى لو كان معك حق، استعمل نبرة هادئة و لطيفة لكي يتمكن شريكك من سماعك دون أن يتخذ موقفا دفاعيا ضدك.

إذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى الصراخ، فعليك أن تبذل قصارى جهدك لتحافظ على ضبط نفسك أثناء التعبير عن الغضب الذي تشعر به. بهذه الطريقة سوف تعبر عن مشاعرك بأمان، و هذا بكل تأكيد سوف يساعدكما على تجاوز هذا الصراع الذي دخلتما فيه.

6. استمع الى وجهة نظر شريكك.

بغض النظر عن حجم الغضب الذي تشعر به، عليك أن تمنح شريكك الذي أغضبك فرصته لكي يبرر و يقدم أسبابه لك و يعبر عن وجهة نظره.

اعط شريكك فرصة لكي يتحدث، و عليك أن تستمع له بكل تركيز. تواصل معه بالعين أثناء المحادثة و لا تقاطعه عندما يتكلم.

العلاقات يا عزيزي أو يا عزيزتي هي عبارة عن أخذ و عطاء. لتجاوز مشاكلها، استمع دائما لوجهة نظر شريكك حتى لو كنتما تختلفان حوله هذه المشاكل.

  • سوف يساعدك التكلم مع شريكك في ما يخص وجهة نظره على الاقتراب منه و الوصول الى التفاهم المتبادل بينكما.
  • من الممكن أن يكون غضبك ناتجا عن سوء فهم منك و أنت كنت متسرعا في الحكم على الموقف.

7. التعبير عن الغضب بشكل صحي يعني أن تتعاطف مع وجهة نظر شريكك.

يمكنك أن تكون شخصا غاضبا و عطوفا في الوقت نفسه، فأنت تتعامل مع شريكك الذي تحبه و ليس عدوك. من الممكن أن شريكك قد صدمك بتصرفه، و لكن هذه ليس مبررا يمنعك من التعاطف معه.

ربما كان يومه سيئا في العمل، أو كان يشعر بالتعب بعد يوم طويل قضاه في مقر عمله. إذا فهمت الأسباب التي جعلته يتصرف بذلك الشكل و تعاطفت معها أمر سوف يساعدك على الشعور بتحسن، و من الممكن أن تغير وجهة نظرك أنت أيضا حول ما حصل.

  • و طبعا كل ما ذكرناه في الفقرة السابقة لا يعني أن عليك أن تتجاهل شعورك بالغضب، عبر عنه فهو ما زال قائما.

8. اعملوا معا للتوصل الى حل وسيط يرضيكما.

المهم بالنسبة لكما هو أن تستمر علاقتكما و أن لا تتوقف. اجلسوا معا و اعملوا على التوصل لحل يناسبكما و ترضيان به.

قرر مع شريكك الشيئ الذي سوف يعمل بشكل أفضل لتجنب جدال أو عراك مشابه مستقبلا.

9. احصل على قسط من الراحة لو ساءت الأمور.

يمكنك أن توقف الصراع في المنتصف، لو شعرت بأن الأمور سوف تخرج عن السيطرة و أن النتائج ستكون سيئة للغاية.

خذ أنت و شريكك قسطا من الهدوء و ابتعدا قليلا، و عد الى النقاش حين تشعر أنك تستطيع أن تعبر عن غضبك بطريقة صحية و أكثر ملائمة.

  • يمكنك أن تخاطب شريكك بقولك شيئا. مثل، “أن محتاج الى قسط من الهدوء، سوف نكمل حديثنا بعد 15 دقيقة على سبيل المثال”.

10. تحدث الى متخصص أو معالج لو كنت تعاني من هذه الناحية.

إذا لم تفلح نصائحنا و جهودك في حل مشكلتك في التعبير عن الغضب التي تعاني منها. فلا بأس، يمكنك أن تحصل على بعض المساعدة الخارجية من متخصص إذا كنت محتاج إليها.

المعالج يستطيع أن يمنحك أيضا أدوات و نصائح لكي تعبر عن غضبك بطريقة صحية. إذا كان غضبك سوف يدمر علاقتك أو جودة حياتك و جودة علاقتك مع شريكك، فإن تواصلك مع معالج ستكون خطوة شجاعة و ذات مغزى نحو تحسين و تقوية علاقتك مع شريكك.

  • يمكنك أن تكون مشاكل الغضب عند البعض من الناس متعلقة بمشاكل صحية أخرى، كالإكتئاب و القلق و التوتر، احذرها.
شارك المقال
Abdelouahab Ben

Abdelouahab Ben

الدكتور عبد الوهاب ، مساعد إجتماعي وخبير في العلاقات والتنمية الذات. لدي أكثر من 5 سنوات من الخبرة في هذا المجال مع الأفراد والأزواج. أريد أن أشارك معك في هذا الموقع تجربتي من خلال نصائح وموضوعات متعلقة بالحب والعلاقات والحياة الزوجية والثقافة الجنسية والتنمية الذاتية وتطوير الذات. هدفي هو مساعدة الأفراد والأزواج على تحقيق مستويات أعلى من السعادة والنجاح في حياتهم وعلاقاتهم بشكل عام.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *