العلاقة الصحية: كيف تبني علاقة صحية مع شريكك

image source: Pexels.com

حصولنا على علاقة صحية أمر مهم بالنسبة لنا كبشر. و العلاقة الصحية لها تأثير إيجابي على صحتنا النفسية، العاطفية، العقلية و أحيانا حتى صحتنا الجسدية.

إن علاقتك الصحية ستشجعك على النمو و التطور، و إخراج أفضل ما فيك من صفات و قيم إجتماعية. إذا كنت في علاقة جديدة، فننصحك أن تبني علاقتك من البداية على أسس إيجابية و متينة. أساسها التواصل الفعال مع شريكك و الإحترام المتبادل بينكما.

في مقالنا هذا سوف نوضح لك أسس بناء علاقة صحية مع شريكك. بواسطة خطوات إجتماعية و نفسية على أساسها يمكنك أن تستمتع بعلاقة مرضية و ناجحة مع شريكك العاطفي.

1. التواصل الفعال يعني علاقة صحية.

1.1 تكلم مع شريكك.

تكلم مع شريكك إذا كنت تريد أن تطلب منه شيئا أو أردت أن تعبر له عن شيئ ما. لا تنتظر منه أن يقرأ أفكارك، و لا تتوقع منه أن يكون قادرا على معرفة ما يدور في عقلك من رغبات دون تدخل منك.

فأنت عليك أن توصل له ما تريده منه، و ليس من العدل عدم قيامك بالأمر. و أيضا الأمر يتعلق بالأمور التي تزعجك و الأشياء التي لا تحبها. إذا قام شريكك بأمر أزعجك، تكلم معه حول الأمر. و لا تفكر في ترك الأمور المزعجة مكتومة داخل قلبك، و عبر له عن المشاعر التي تسببها لك تلك الأشياء المزعجة التي يقوم بها في حقك.

2.1 اصنع حدودا صحية لبناء العلاقة الصحية.

و ضع الحدود في العلاقة العاطفية يحافظ على الاحترام و فهم التوقعات في العلاقة. يجب وضع الحدود بطريقة سليمة و صحية أيضا، لتجنب محاصرة شريكك.

إذا كان هناك شيئا ما يزعجك. مثلا، لباس شريكتك الغير المحتشم. في هذه الحالة عليك أن تذكر الأمر و تناقش معها كيفية تغيير الأمر بطريقة ترضيكما معا. و أيضا الأخطاء التي لا تغتفر مثل الخيانة، ناقشا الأمر معا و عن مستقبل علاقتكما إذا حدث أمر كهذا.

3.1 استمع باهتمام لشريكك.

إذا عرفت متى تتحدث و تعبر عن أفكارك و مشاعرك، و عرفت متى تستمع إلى شريكك عندما يحادثك حول أفكاره و مشاعره. فقد تمكنت من جزء كبير نحو بناءك العلاقة الصحية الخاصة بك.

طور بشكل كبير مهارة الإستماع لديك و تعلم آداب الحوار و طبقها عندما تتكلم مع شريكك. اسمح لشريكك لكي يعبر لك عن مشاعره و أفكاره، و أيضا اسمح له بأن يعبر عن الأشياء التي تزعجه هو أيضا. استمع له و لا تقاطعه عندما يتحدث، و لا تحاول تقديم ردود أثناء حديثه.

4.1 اطمئن على شريكك.

قم بتخصيص وقت لتسأل عن حال شريكك، و حاله في العمل. أحيانا تطرأ بعض التغييرات على حال الإنسان بعد أي خلاف أو نقاش حاد مع الآخرين.

على سبيل المثال، يمكنك أن تسأل شريكك “كيف حالك، هل أنت بخير بعد عراكنا الأخير”. أو “كيف كان يومك في مقر العمل، هل كان متعب”.

5.1 عبر عن مشاعرك.

كن منفتحا لمشاركة الأفكار و المشاعر مع شريكك، و أظهر اهتمامك بمشاعره و قدم له كل الدعم في المواقف الصعبة.

إذا شعرت و كأنك منفصل عن شريكك عاطفيا، لا تسبق الأمور و تطرح افتراضات واهية و تبدأ في لومه.

بدلا من ذلك إطرح بعض الأسئلة حول المشاعر، “هل تحبني ، هل اشتقت لي …”. بهذه الطريقة سوف تكتشف مشاعر شريكك و قد تبدأ في الشعور ببعض التعاطف نحوه.

6.1 تواصل بواضح.

القليل من سوء الفهم و التواصل المبهم و عدم توضيح الأفكار بشكل واضح، يمكن و بسرعة أن يظهر أسوء ما في الإنسان. الشيئ الذي سوف يؤدي الى هدم العلاقة الصحية و ليس بنائها.

عندما تريد شيئا من شريكك، بوضوح و أسلوب جميل قم بطلبه منه. استعمل عبارة “أنا” لكي تعبر عن مشاعرك. مثلا، أنا غير سعيد بهذا، أنا لست راضية عن ذلك.

إذا تواصلت بطريقة واضحة مع شريكك عن أفكارك و مشاعرك، فإنك تتجنب بشكل كبير لومه و تتجنب إلقاء الإتهامات نحوه. الشيئ الذي من الممكن أن يفاقم الخلاف بينكما و يطوره.

2. العلاقة الصحية تعني تبادل المعاملة الحسنة بين الشريكين.

1.2 تبادل الاحترام مع شريكك.

العلاقات في بدايتها تكون مثيرة و ممتعة، و الشريكين يحترمان بعضهما بشكل متبادل. و لكن من المهم أن يدوم هذا الاحترام و يبقى راسخا بينكما طوال العلاقة.

تصرف مع شريكك بطريقة محترمة و لائقة، و حاول أن يدوم احترامكما لبعضكما في جميع الأوقات، حتى الأوقات التي تتخالفان فيها مع بعضكما.

الاحترام المتبادل مهم جدا للعلاقات الطويلة الأمد، دائما أظهر لشريكك أنك تفكر فيه و أن رغباته و مشاعره لها قيمة عندك.

و إذا كنت الأن في علاقة مع شخص ما، و علاقتكما تفتقر إلى الاحترام. عليكما التحدث حول الأمر، و أخبره بالأمور التي يفعلها و تجعلك تشعر بقلة الاحترام. مثلا، “لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام مجددا” و “لا تفعل لي هذا الفعل بعد الأن”.

  • يمكنك أن تحدد بعد القواعد مع شريكك. على سبيل المثال: لا لغة مهينة، لا صراخ، لا استخدام للعنف….

2.2 قضاء وقت ممتع مع بعضكما البعض.

تواصلك مع شريكك وجها لوجه مهم جدا لعلاقتكما، أحيانا تضيع المعاني و لا تصل المشاعر بشكل كامل عن طريق التواصل الرقمي و الغير اللفضي.

لهذا خطط لقضاء وقت ممتع مع شريكك من أجل تقوية الرابطة التي تجمعكما معا. يمكن أن تقوما ببعض الأنشطة بشكل مستمر و منظم. مثل، شرب القهوة كل صباح مع بعضكما أو مشاهدة فيلم كوميدي أو قراءة الكتاب المفضل لكما بالليل.

  • و من أفضل الأمور التي يمكنكما القيام بها هي أن تجربا شيئا جديدا معا. يعتبر هذا الأمر فرصة رائعة لقضاء وقت ممتع مع شريكك. كممارسة هواية جديدة أو السفر لمكان لم تذهبا إليه من قبل مع بعضكما البعض.

3.2 العلاقة الصحية تعني أن تقدرا بعضكما البعض.

التقدير مهم في العلاقات العاطفية، لهذا في علاقتك يجب أن تشعر بالتقدير و تقدر شريكك. قل شكرا بخصوص الأشياء التي يقوم بها شريكك من أجلك.

عوض أن تركز فقط على أخطائه التي يرتكبها في حقك، و ركز في الإضافة التي يضيفها شريكك في حياتك. إذا أعجبك شيئا صدر منه قم بشكره و تقديره.

  • و في المقابل إذا كان شريكك شخصا مقدرا لجهودك التي تبذلها في استمرار العلاقة و تطويرها. يمكنك أن تقول له شيئا مثل، تقديرك للأشياء التي أفعلها من أجل علاقتنا يعني لي الكثير.

4.2 توقع التغييرات و تكيف معها من أجل بناء العلاقة الصحية.

كن على علم بأن ظروفك في علاقاتك سوف تتغير، أفكارك و أفكار شريكك سوف تتغير. لهذا دع العلاقة تنمو و تتطور، فالتغييرات التي تحدث في علاقتك إنما هي فرص لتقوية العلاقة و نموها.

التغيير في حياتنا لا مفر منه، لهذا كن ذو صدر رحب و رحِب بالتغييرات التي تطرأ على علاقتك و حياتك و حاول أن تتكيف معها.

5.2 المساحة الخاصة لشريكك.

أترك لشريكك بعض الوقت لكي يمارس هواياته المفضلة، دعه يقضي بعض الوقت مع أصدقائه أو عائلته. في غاية الأهمية أن يكون للناس من بينهم أنت، بعض الأنشطة التي يقومون بها بمفردهم.

و لا تكن أنانيا بخصوص هذه المسألة، لأن قضاء شريكك بعض الوقت في ممارسة أنشطته المفضلة و لقاء أصدقائه لا يعتبر إهمال منه إتجاهك. كن مدركا بأن الوقت الذي يتمتع به بعيدا عنك لا يعتبر شيئا سلبيا أو مضر بالعلاقة.

  • بالنسبة لك أيضا لا تفكر في التخلي عن أصدقائك بدون سبب أو تحت ضغط من شريكك، و أيضا لا تجبر شريكك على أن يترك أصدقائه بدون سبب أو بسبب الغيرة.
  • في غاية الأهمية أن تملك بعض الأصدقاء يقدمون لك بعض الدعم العاطفي. و ينبغي عليك أن لا تسمح لشريكك بمنعك من رؤية عائلتك أو أصدقائك.

3. تحسين العلاقة الغير صحية.

1.3 لاحظ العلامات التي تدل على سوء المعاملة من شريكك.

العلاقات لا تبنى على القوة و السيطرة من طرف واحد، بل على العكس من ذالك. القيم مثل الاحترام و التقدير المساواة هي التي تبنى عليها العلاقات الناجحة و الطويلة الأمد.

السلوكيات التي يقل فيها احترام الشريكك يكون لها تأثير نفسي سلبي و نغمة مهينة جدا. إذا كان شريكك شخصا مهينا و متسلطا ولا يحترمك، فهنا عليك ملاحظة سلوكياته الغير لائقة و لا تدعها تمر مرور الكرام. لا يوجد عذر لسوء المعاملة.

قلة الاحترام و الإساءة هي اختيار يختاره الشخص المتسلط في معاملته، و لا يجب عليك أن تكون ضحية لمثل هذه الأنواع من الأشخاص.

2.3 تخلص من الإعتمادية المفرطة لبناء العلاقة الصحية.

بعض الناس يعتمدون على الآخرين بشكل مفرط، و غالبا ما يكون إعتمادهم على الآخرين متجذرا فيهم من طفولتهم. غالبا ما يكون الشخص الذي يعتمد على الآخرين شخص ضعيف الشخصية.

لهذا في بعض الأحيان قد تشعر بالذنب إذا لم تقدم له يد العون، رغم أنك تدرك أن هذا سوف يضره على المدى الطويل.

  • كن شخصا قويا و ثقف نفسك بخصوص الإعتماد على الذات، و تعلم القيام بالأمور الأساسية في حياتك بنفسك و لا تطلب المساعدة إلا عند الحاجة.

3.3 القليل من الخصوصية.

عليك أن تحترم خصوصية شريكك، لا تطلب كلمات السر الخاصة بحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. لا تظهر لشريكك أنك تشك فيه، بل على العكس أظهر له أن تثق به.

من بين الأمور التي تؤدي الى فشل علاقة عاطفية هي مراقبة سلوكيات الشريك، لهذا عليك أن تتجنب هذه الأمور مع شريكك من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه.

4.3 زيارة متخصص.

إذا دخلت في علاقة غير صحية و تؤثر عليك سلبا و تريد أن تحسنها، فتحدث مع شريكك و تعرف على رأيه في رؤية متخصص نفسي يساعدكما.

من الأمور التي قد ينفعكما فيها المعالج النفسي، التخلص من بعض التصرفات السيئة التي من الممكن أن تكون تعاني منها في علاقتك. كالصراخ و التواصل الغير فعال و لوم الشريك.

نصائح المعالج يمكن أن تساعد في التنحي العاطفي الذي تعانيان منه في علاقتكما، و أيضا تغيير وجهة نظركما نحو العلاقة الغير صحية التي تجمعكما.

و في حالة ما رفض شريكك الأمر فعليك أن تعمل على إنهاء هذه العلاقة السامة و الغير صحية و تبدأ في البحث عن شريك مناسب لك بعيدا عن هذا الشخص.

شارك المقال
Abdelouahab Ben

Abdelouahab Ben

الدكتور عبد الوهاب ، مساعد إجتماعي وخبير في العلاقات والتنمية الذات. لدي أكثر من 5 سنوات من الخبرة في هذا المجال مع الأفراد والأزواج. أريد أن أشارك معك في هذا الموقع تجربتي من خلال نصائح وموضوعات متعلقة بالحب والعلاقات والحياة الزوجية والثقافة الجنسية والتنمية الذاتية وتطوير الذات. هدفي هو مساعدة الأفراد والأزواج على تحقيق مستويات أعلى من السعادة والنجاح في حياتهم وعلاقاتهم بشكل عام.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *