كيف تعيش الحب: كيف تُحب و تعيش الحب مع ذاتك و شريكك

image source: Pexels.com

الحب أنواع عديدة، هناك حب الذات، و هناك الحب العاطفي أو الرومانسي، و يوجد الحب الغريزي كالأمومة و الأبوة. الحب هو شعور مليئ بعاطفة عميقة اتجاه المحبوب، لا تماثلها أي عاطفة أخرى. يمكنك أن تعمل من أجل إظهار حبك لذاتك و للآخرين بعدة طرق مختلفة. تابع قراءة مقالنا هذا، لكي تتعلم كيف تحب و كيف تُظهر الحب و كيف تعيش الحب.

1. كيف تعيش الحب مع ذاتك.

image source: Pexels.com

1.1 كن شخصا يقدر ذاته

كن محبا لنفسك قبل أن تحب أي شخص آخر. فذاتك أحق بحبك قبل الآخرين. تعلم كيف تحب و تقدر ذاتك، قدر نقاط قوتك و طورها، و قدر نقاط ضعفك و اعمل على إصلاحها.

إنك كشخص لديك عدة صفات تنفرد بها و تميزك عن الآخرين. تعلم كيف تقدر ماهيتك و ما يمكنك أن تقدمه لنفسك و الآخرين.

إذا كنت من الذين تواجههم مشاكل في حب الذات و تقديرها. و تشعر بأن ما قمت به من أشياء في ماضيك يجعلك الأن غير محبوب و غير مرغوب به. فنود أن نقول لك أن هذه الأفكار غير صحيح بالمرة.

تقبل ما حدث لك و ما قمت به في الماضي، و سامح نفسك. عيش و امضي قدما في حياتك الأن.

2.1 اهتم بنفسك بقدر اهتمامك بالأخرين و أكثر.

كن شخصا يهتم بنفسه و يرعاها، و لا تحاول أن تهمل نفسك بسبب الآخرين أو تعطي الأولوية للآخرين عن نفسك. فهذا هو ما يسمى أن تعيش الحب مع ذاتك.

أحيانا قد يكون هذا صبعا بالنسبة لبعض الأشخاص، بكونهم أمهات و آباء و لديهم أطفال يقدمون لهم الرعاية و الاهتمام. فتجدهم أحيانا يفضلون أبنائهم عن أنفسهم بشكل طبيعي.

أود أن نقول لك بغض النظر عن حالتك الاجتماعية، إن قدرتك على رعاية الآخرين و الإهتمام بهم. تزداد حينما تكون شخصا يهتم بنفسه و يعتني بها بشكل مناسب.

لا تترك نفسك هي أولويتك الأخيرة، عوض ذلك قم ببعض الأشياء التي تحب القيام بها. كافئ نفسك من حين لآخر بالسفر على سبيل المثال، احرص على أن تقوم بشيء من أجل نفسك فقط كل يوم.

إذا كنت تريد بعض الهدوء و قررت أن تسترخي قليلا. فقل “لا ” و أرفض أي شيء من الآخرين لا تريد القيام به. حتى لو كان من الأصدقاء المقربين.

3.1 قدم الامتنان لكي تعيش الحب.

أثبت عدة دراسات أن الناس الممتنون لذواتهم و للأخرين و الأشياء التي يملكونها. يتمتعون بفوائد صحية و نفسية كثيرة و يحصلون على مستوى أعلى من السعادة.

لهذا كن ممتنا للأمور التي تحيط بك و الأشخاص القريبين منك و كن ممتنا للصفات و المهارات التي تتمتع بها. و الأهم من هذا كله يجب أن تكون ممتنا لذاتك، ممتنا لما أنت عليه الأن.

فكر في إيجابياتك أكثر من سلبياتك، فكر فيما تتمتع به من صفات و خصائص شخصية تحبها في نفسك.

مثلا، قد تكون شخصا يتمتع بالكرم و الرحمة، أو قد تكون شخصا يملك مهارة التواصل مع الآخرين. فكر في المهارات التي تملكها و التي تميزك عن الآخرين. فكر فيها و كن ممتنا لهذه الأمور التي تملكها و التي لا يملكها الكثير من الأشخاص الاخرين.

4.1 كن شخصا يتحلى بالإيجابية و لا يتحلى بالسلبية.

كن شخصا يبحث عن الإيجابية في المواقف السلبية. ابحث دائما عن شيء إيجابي في الأمور التي تصادفك و المواقف التي تعيشها بشكل يومي. الإيجابية سلوك يرتبط دائما بمعدلات التوتر و القلق المنخفضة.

عكس السلبية التي تخلق لدى صاحبها مشاعر التوتر و القلق بنسب كبيرة. عليك أن تستخدم الحديث الإيجابي مع ذاتك من أجل تحويل الأفكار السلبية الى أفكار إيجابية. و بالخصوص الأفكار السلبية التي تراودك عن نفسك.

كن مقاتل شرس مع أفكارك السلبية. إذا قررت أن تجرب شيئا جديدا و كانت تجربتك فاشلة، لا تخاطب ذاتك بعبارات سلبية. مثل، “أنا لا أجيد فعل أي شيء، أو أنا غبي لدرجة أنني فشلت في هذا “. و لكن بدلا من ذلك يمكنك أن تخاطب ذاتك بجملة أكثر إيجابية. مثل، “رغم محاولتي الفاشلة فأنا فخور بنفسي لأنني جربت شيئا جديدا من أجل إبراز ذاتي، و المرة المقبلة سوف أنجح”.

كن شخصا إيجابيا و متحمسا لكي تكتسب مهارات تقنية أو اجتماعية جديدة. من أجل تطوير ذاتك و تنميتها لكي تقع في حب ذاتك و شخصيتك و تعيش الحب معها.

5.1 قم بالأشياء التي تسعدك لكي تعيش الحب مع ذاتك.

أظهر الحب لنفسك لكي تكون سعيدا، السعادة تبدأ من ذاتك. عليك أن تخلق جو من السعادة لنفسك. بواسطة أن تقوم بالأنشطة التي تُعجبك و تُمارس الممارسات التي تحبها و تجعلك تشعر بالسعادة و الرضا عن نفسك.

افعل الأمور الإيجابية التي تحسن مزاجك، و تُشعرك بالإرتياح عاطفيا و نفسيا. فسعادتك تبدأ بالأشياء التي تقوم بها من أجل نفسك.

من بين الأنشطة التي يمكنك أن تقوم بها و التي من المحتمل أن تُشعرك بالرضا و السعادة. نجد: ممارسة التأمل، أو ممارسة اليوغا، أو يمكنك أن تجرب الرسم بالألوان المائية. و أيضا يمكنك أن تمارس هوايتك المفضلة. على سبيل المثال: كرة القدم أو يمكنك أن تلعب التنس أو ممارسة المشي لمسافات طويلة.

و يمكنك أيضا القيام ببعض الأنشطة الأخرى مثل القراءة أو العزف على الجيتار أو البيانو أو أن تمارس المسرح. إذا كنت مهتما بهذه الأنشطة طبعا. خذ وقتك و فكر في الأمور التي من الممكن أن تسعدك و تشعرك بالرضا عن نفسك، و التي من الممكن أن ترسم الابتسامة على وجهك. و عندما تقرر ما سوف تمارسه، إبدأ في ممارسته.

6.1 خصص بعض الوقت لنفسك لتكون بمفردك.

تخصيص بعض الوقت لكي تبقى بمفردك من أجل نفسك، هذه الخطوة تعتبر جزء مهم من الرعاية الذاتية و لكي تعيش الحب مع ذاتك.

أحيانا قد يكون الأمر صعبا أن تبقى بمفردك. مثلا إذا كنت تشارك المسكن من شخص آخر، أو لديك أطفال تبقى معهم، و لكن حاول أن تقوم بالأمر. سوف يساعد البقاء وحيدا و معتزلا الناس على الاسترخاء، و إعادة برمجة عقلك على الأمور التي تريدها و التي لا تريدها.

و أيضا سوف يساعدك على اكتشاف ذاتك و معرفة حالتك النفسية و الاجتماعية و مدى تقدمك في حياتك و مدى تحقيقك للأهداف التي تضعها في حياتك. و أيضا معرفة مشاكلك و العمل على حلها.

لا تشعر بالذنب لأنك ترغب في أن تبقى لوحدك مع نفسك و أفكارك. هذا الأمر سوف يحسن علاقتك مع ذاتك و سوف يعلمك أن تعطي الأولوية لذاتك و سعادتك.

حاول أن تفهم أن الوقت لا يجب أن تقضيه في مواقع التواصل الإجتماعي، أو في أي نشاط مماثل. حاول أن تقوم بالأشياء التي تثري حياتك و تطورها.

إذا كنت حقا تعجز على إيجاد الوقت لكي تبقى بمفردك. فحاول على سبيل المثال أن تستيقظ قبل شريكك في السكن. أو يمكنك أن تطلب من زوجك أو زوجتك أن يراقب/تراقب الأطفال لكي تقوم بالأمر و تنفرد بنفسك من أجل نفسك.

7.1 أنت لست بحاجة الى شريكك لكي تكتمل أو لكي تشعر بالسعادة أو لكي تعيش الحب.

الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الحب و السعادة لا يمكن للإنسان أن يعيشهما إلا إذا دخل في علاقة عاطفية مع شخص آخر. و الأسوء من هذا أنهم يعتقدون أن وجدوهم في علاقة سيئة و غير صحية أفضل من أن يبقوا لوحدهم.

و أنت لا يجب أن تكون منهم أبدا، العزلة و الانفراد تختلف عن الشعور بالوحدة. لهذا لا يمكنك أن تخضع للضغوط الإجتماعية و يصيبك الخوف من أن تعيش حياتك وحدك، و تبدأ في البحث عن أي شخص آخر لكي تعيش معه و لكي تشعر بالكمال معه حتى لو كان لا يناسبك.

إذا كنت غير سعيد بكونك شخص أعزب أو عزباء، فلا حرج إن وهبتك الحياة فرصة أن ترتبط بشخص آخر. فقط يجب أن يكون هذا الشخص مناسب لك و تشعر معه بالسعادة و يوجد بينكما تفاهم و احترام. و يجب أن تتأكد من هذا الشخص سوف يحرص على اسعادك و الاهتمام بك.

2. كيف تعيش الحب مع شريك.

image source: Pexels.com

1.2 كن صريحا و جديا مع شريكك.

تواصل مع شريكك بصراحة و بجدية كاملة بخصوص أهدافك و أهدافه في هذه العلاقة. لا تتلاعب بشريكك و لا تتركه يتلاعب بك (كيف تتعامل مع الشخص المتلاعب)، كن صريحا معه إذا كنت مهتما به أو بها فقط للمدى القصير أو أنك لا تفكر الأن في العلاقات الطويلة الأمد.

و على الأرجح سوف نجدك تبحث عن علاقة طويلة الأمد مع شريكك، لهذا كن صريحا معه و اعمل و ابذل جهدا لإنجاح علاقتك معه. و كن ملتزما به و عاشره بجدية.

احرص على أن تتأكد من أن شريكك يكن لك نفس القدر من الحب و الالتزام الذي تكنه له. حيث إن كان شريكك شخص متلاعب، فإنك في هذه الحالة لن تعيش معه الحب الذي تريد أن تعيشه. بل سوف تعيش معه التعاسة لأنك لن تجده ملتزم و لا مكتفي بك، و طبعا هذا أمر لن تحبه أبدا.

لهذا ارتبط بشخص جدي و ملتزم و تأكد من حبه لك، و بادله نفس المشاعر. و اعمل على إنجاح علاقتك به و اجعله يشعر بأنه مميز عن الآخرين.

2.2 تقبل أن الحب ديناميكي.

إذا كنت تشعر بالقلق و لديك تخوف من زوال الجاذبية الأولية اتجاه شريكك. أو لديك تخوف من تلاشي مشاعر الحب التي تكنها لشريكك أو التي يكنها لك شريكك.

فنود أن نخبرك لتكون مدركا لبعض الحقائق، عليك أن تدرك أن مشاعر الحب لا تستمر بنفس القوة. فأحيانا تشعر بحب شديد و قوي تجاه شخص ما أو منه إليك، و أحيانا أخرى تشعر بحب أقل تجاه نفس الشخص.

حبك القوي لشخص ما أو حبه لك لا يعني أبدا أن يستمر هذا الحب للأبد بنفس الدرجة. يمر هذا الحب عبر دورات و لا بأس أبدا في أن تعرف درجة الحب إرتفاعات و إنخفاضات.

يمكن لبعض الأمور أن تخفض من درجة الحب من شريكك تجاهك و هذه الأمور تنطبق على الشريكين. على سبيل المثال، قلة الاهتمام بالذات أو الاهتمام به، و أحيانا التقدم في السن و إنجاب الأطفال.

يمكنك أن تعمل على هذه الأمور لكي تبقى شعلة الحب قوية و مستمرة. مثلا بعد الولادة اهتمي قليلا بجسدك و أيضا يمكنكِ ممارسة القليل من التمارين الرياضية لكي تحافظي على جسدك رشيق و جذاب.

3.2 كن منفتحا لتلقي الحب.

انفتح على من يقدم لك الحب، أترك شريكك يعبر كما يحلو له عن حبه لك. كن منفتحا لكي تتقبل المدح و الإطراء و الهدايا و المشاعر الدافئة و الكلمات الجميلة من شريكك، و بادله نفس الحب و المشاعر.

في الحب لا تشعر بأنك مدين لشريكك بشيء ما، في الحب لا تعامل شريكك بالمثل. تقبل ما يأتي منه/منها بصدر منشرح، و امنح شريكك مشاعر دافئة بطريقتك الخاصة.

في الحب عليك أن تستمع بتجربة الأخد و العطاء من و الى شريكك، فالحب ليس دين و إنما أخد و عطاء و تقبل.

4.2 المس شريكك لكي تعيش الحب.

ليس بالضرورة أن يكون اللمس أمرا جنسيا، و لكن يعتبر إنخراطك في عناق طويل و دافئ مع شريكك وسيلة للبقاء على اتصال معه.

قم بالتعبير عن حبك لشريكك العاطفي من خلال الاتصال جسدي و حاول الحفاظ عليه. مثلا المس يديه، العب بشعره…. تعتبر المودة إحدى الطرق لكي تعبر عن اهتمامك و تقديرك لشريكك العاطفي، و غير ذلك من المشاعر العاطفية الإيجابية.

اللمس الجسدي طريقة فعالة إذا أردت أن تُشعر شريكك بأنه محبوب بالنسبة لك، و أيضا لكي تشعر و تعيش الحب بدورك معه.

5.2 عبر عن امتنانك لشريكك.

أحيانا، قد نضيع و نسقط في سوء الفهم مع شريكنا بواسطة الطريقة التي نتواصل بها معه. و لكن عندما يتعلق الأمر بالإمتنان، فإنه مفهوم دائما.

قم بشكر شريكك على يقوم به من أجلك و من أجل علاقتكما، فشكره سوف يبين له أنك تلاحظ و تقدر مجهوداته في العلاقة.

ساعد شريكك على انجاح علاقتكما و أيضا لكي يستمر عطائه لك و لعلاقتكما، بإظهار إمتنانك و تقديرك و شكرك له. و أيضا أظهر إمتنانك لكونه على ما هو عليه من صفات و خصائص شخصية.

6.2 ادعم شريكك عاطفيا و نفسيا.

اسمح لنفسك بالشعور و التعبير عن أحزانك و ضعفك لشريكك، فهذه مشاعر يشعر بها جميع البشر بلا إستثناء.

و بكل صراحة هذه المشاعر تؤثر سلبا على صاحبها، لهذا وجب عليك مشاركة المخاوف و عدم الارتياح و خيبة الأمل و الضعف مع شريكك العاطفي. سوف يساعدك الأمر على التخلص من هذا المشاعر الغير مرغوب فيها.

حينما تعتريك هذه المشاعر خذ لحظة و فكر فيها، قبل أن تنطلق إلى حضن شريكك. اعترف له بهذه المشاعر التي تؤذيك، و دع شريكك يدعمك و يساعدك.

و في المقابل كن لشريكك عونا و تعاطف مع مشاعره و ما يضايقه، و تعامل بلطف تام معه في الأوقات التي يشعر فيها بالضعف أو الحزن.

7.2 كن شريكا في الحياة لشريكك لكي تعيش الحب الحقيقي.

الهدف من تكوين علاقة عاطفية و الارتباط بشخص تحبه و يحبك هو أن تواجهوا تحديات الحياة معا، يدا في يد.

لكي تعيشوا الحب مع بعضكم اعمل أنت و شريكك على إيجاد الحلول للعقبات و التحديات التي سوف تواجهونها في حياتكم. و أيضا العمل على المشاكل التي بينكما إن وجدت. و أهم شيء هو أن تعملوا على إراحة و إسعاد بعضكم البعض في أشد الأوقات في حياتكم و أصعبها.

لا يمكنك أن تجد حلول للمشاكل بمفردك دائما، لا تستطيع أن تحيط كل شيء علما، لا تقدر على أن تجيد فعل جميع الأشياء في حياتك.

شخصين أفضل من واحد و بالخصوص إن كانوا حبيبين، فشخصين مجتمعين بقوة و دافع الحب يقدرون على حل و تخطي أي عقبة قد تواجههما. لهذا كونوا معا سندا و عونا لبعضكما على تحديات الحياة و مشاكلها و عقباتها.

شارك المقال
Abdelouahab Ben

Abdelouahab Ben

الدكتور عبد الوهاب ، مساعد إجتماعي وخبير في العلاقات والتنمية الذات. لدي أكثر من 5 سنوات من الخبرة في هذا المجال مع الأفراد والأزواج. أريد أن أشارك معك في هذا الموقع تجربتي من خلال نصائح وموضوعات متعلقة بالحب والعلاقات والحياة الزوجية والثقافة الجنسية والتنمية الذاتية وتطوير الذات. هدفي هو مساعدة الأفراد والأزواج على تحقيق مستويات أعلى من السعادة والنجاح في حياتهم وعلاقاتهم بشكل عام.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *